Home تاريخ بيت محسير مقتطفات تاريخية
مقتطفات تاريخية PDF طباعة أرسل إلى صديق
الكاتب: Main Author   
تتألف القرية من عدد من الحمايل ينتظم بهاكافة سكان القرية وهذه الحمايل تمثل بأصولها المختلفة شريحة حية لما تمثله ارض فلسطين من تنوع العناصر المختلفة التي عاشت في فلسطين مهد الحضارات وبلد الرسالات فاهل فلسطين هم سلالة الكنعانيون وهم من القبائل السامية القديمة الذين عاشوا بلا انقطاع منذ فجر التاريخ ولمدة زادت عن اربعة الآف من السنين وقد انصهر في المجتمع الفلسطيني اجناس مختلفة ممن حاول غزوها او اتى اليها كتاجر او ممن اتى معتكفا اوملتجأ من ظلم الغير او حاجا فقد اتى اليها المصريون القدماء ومن سكان وادي الرافدين وهما من العناصر التي سيطرا على فلسطين لمدة طويلة ثم اتى اليونان والرومان والفرس والكثير ممن اتوا طامعين فيها وبخيراتها وقبل الفتح الاسلامي تدفق اليها موجات من القبائل العربية التي كانت تسكن الحجاز وفي اصل معظمهم من قحطان اليمن مثل قبائل لخم وجذام وعاملة وغيرهم من القبائل اليمنية فكان الطابع العربي صابغا اساسيا لمعظم المناطق في فلسطين وبعدها بفترة اي بعد الفتح الاسلامي تدفق اليها موجات اخرى من القبائل العربية من طي وقيس وكنانة فلعبت هذه القبائل دورا كبيرا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وفي العصور الاسلامية المتأخرة مثل الايوبيين والمماليك والعثمانيين استقرت اعداد كبيرة من الجيوش القادمة وانصهرت في المجتعات المحلية فاصبحوا جزءا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني
ومع بداية نشوء الدولة العثمانية وبسط نفوذها عى المنطقة الغربية لبلاد الشام ومصر والحجاز كان يسكن هذه القرية عدد من العشائر منها العصدية و العبابدة و النجاجرة و الملالحة وكانت هذه العشائر هي سكان بيت محسير حتى انتصار السلطان سليم الاول على المماليك في معركة مرج دابق سنة 1516 م.
وكانت خربة المساعدة القريبة من بيت محسير اهلة بعشيرة العبابدة فقد كانوا يرعون اغنامهم نهارا ويأوون الى مساكنهم ليلا
وكان بالقرب منهم مركز قرية كسلا التابع لدولة العثمانية فعندما استعد الجيش المصري لملاقاة السلطان سليم الاول كان لابد له من تدمير مواقع السيطرة للعثمانيين فقد هاجم الجيش المصري خربة المساعدة ظنا منه انها مركز قرية كسلا الذي يشرف على السيطرة على الخط البري بين غزة والقدس فقتلوا كل الموجودين وخربوا ودمرا هذه الخربة ولم ينجوا من هذه المجزرة سوى من كان يحرس الاغنام وكان عددهم 2-3 اشخاص فعندما عادوا الى مساكنهم ووجدوا حال الخربة وما حل بها ، فسكنوا داخل قرية بيت محسير وعاشوا ليكونواعشيرة العبابدة وهم عباد وعواد وتكاثروا ليصبح كل منهما عشيرة

اما وفي حوالي منتصف القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي ارتحل الى ارض فلسطين اربعة من الاخوة قدموا من منطقة العلا من ارض الحجاز فسكن احدهم في وادي الحوارث في شمال فلسطين والاخر في منطقة الخليل والثالث في منطقة راس سمعان اما الرابع وهو الحاج احمد الحروب (من عشيرة حرب) فقد سكن بيت محسير فانجب من زوجته الاولى سعاده وداوود واسكن زوجته الثانية قرية ساريس وانجبت له اربعة من الابناء وهم حمد وحماد وسليمان وابو حجوج

كانت القرية تعيش في استقرار وهدوء لا يعكر صفوها شيء وازداد اهلها كثرة ونماء حيث اصبح اولاد عباد وعواد عشيرة وتكاثرت العشائر لتصبح عشيرة النجاجرة والممالحة عشائر كثيرة العدد وازداد اولاد الحاج احمد واصبح كل واحد منهم عشيرة .
ولكن شأن باقي الامم والمجتمعات الانسانية كلها فقد استطاع اهالي بيت محسير السيطرة على جميع المشاكل التي واجهوها فمن تلك المشاكل التي تعتصر القلب دما ما حدث بقصة عشيرة الملالحة وعائلة سعادة ، حيث توفي رجل من عشيرة الملالحة فذهب الصبيان مع من ذهب الى مقبرة القرية ليجهزوا القبر فكان هنالك صبي قد اتعب الأشخاص الذين يحفرون القبر ، فاخذ رجل ممن يحفرون القبر الصبي يضع الطفل في القبر – لتخويفه – حتى يبتعد عنهم وكان ان عاد الطفل الى والديه في المساء واخبر أباه بما حصل فذهب الاب الى عشيرة الملالحة حيث اخبرهم انه سيضع الطفل في ضمانتهم لمدة ثلاثة اشهر ، فقدر الله ان يتوفى الطفل قبل نهاية الضمانة حيث اعتقد الرجل ان عشيرة الملالحة لها اليد الطولى في موت ابنه فاخذ يعد العدة للأخذ بالثار وقد هاجم عشيرة الملالحة وقد تم ترحيل العشيرة الى قرية يالو التي تبعد عن القدس 14 كم حيث ضمت هذه القرية بعد هذه الحادثة كلا من العائلات التالية العبابدة و النجاجرة و سعادة و داوود
وكانت هذه الحادثة على الاغلب في اواسط القرن الثامن عشر وبعد مدة من الزمن تقدر بحوالي 11 سنة تم قتل صالح واستلم زمام الامور الشيخ علي صالح(1813-1923) حيث كان الابن الثالث لصالح فقد عمل هو وإخوانه من أهل الرأي والشورى حيث جمعوا الاهالي وكانت هذه الفترة من اكثر الفترات ازدهارا لهذه القرية .

لفتة تاريخية


كانت حدود قرية بيت محسير حتى منتصف القرن الثاني الهجري الثامن عشر الميلادي من الغرب جهير الشيخ صالح ومن الشرق معصرة سليم حسن ومن الجنوب وادي كسلا ومن الشمال خط باب الواد ولكن بعد ذالك انتبه الاهالي للظروف المنطقة مما دفعهم الى التوسع بشراء الاراضي الواسعة التي تحدهم فقد استملكوا اراضي حتى وصلوا الى منطقة دير سلام ودير محيسن التي تبعد 13كم عن ارض القرية من الغرب

قصة شراء اراضي دير محيسن
تمت شراء اراضي دير محيسن عام 1830 م فقد كانت دير محيسن تقع ضمن الممتلكات للدولة العثمانية ، الا انها كانت مؤجرة لمجموعة من اهالي القرى المجاورة لها الذين كانوا يزرعونها ويرعون فيها مواشيهم ، فقد كانت عشيرة الكلابية وأل حنيحن من خلدة يستغلون الجزء الغربي منها ،بينما يستغل الجزء الشرقي عشيرة الشريخات الذين يسكنون قرية ابو شوشة
عرضت الحكومة العثمانية الارض للبيع وعندما علم اهالي بيت محسير بهذا الامر وان كلا من الشريخات والشيخ عمر المزاهرة يريدون شراءها اسرع الشيخ يوسف صالح ورجال من اهالي بيت محسير يركبون الخيل وكانه في سبق الى الرملة ودخلوا على السيد سليم بيك الحسيني ودفعوا ثمن الارض وهكذا اصبحت دير محيسن تابعة في املاك قرية بيت محسير


غزو ابو غوش
كان ابو غوش يقيم في قرية العنب ، حيث كان له نفوذ واسع ويتبع لامره العديد من القرى الموجودة في منطقة جبل القدس الشمالي مثل (قرى بني زيد) حتى وصل نفوذه الى منطقة الرملة . وبما ان اراضي دير محيسن تتبع الرملة وتدخل في حدود اطماعة للسيطرة على المنطقة فقد بيت نية الاستيلاء والسيطرة على اراضي دير محيسن
ففي احدى لايام جمع ابو غوش اتباعه واحلافه ومن والاه واستطاع الانقضاض على اهالي بيت محسير واخوانهم من اهالي ساريس الموجودين في مقام الشيخ عبيد الواقع في خربة سوسين مستغلا ان رجالات بيت محسير على رأسهم الشيخ يوسف صالح موجودين في منطقة عرب الوحيدات في السكرية فقد هب فرسان الوحيدات وعلى راسهم يدعى (كلوب) واستنفر معه العديد من عرب الجبارات ومن بينهم عرب الامير وساروا متجهين من وقتهم صوب دير محيسن حيث استطاعوا فك طوق الحصار المضروب على مجموعة من اهالي بيت محسير واهالي ساريس واستطاعوا ان يطاردوا جماعة ابو غوش واتباعه حتى اوصلوهم الى منطقة يرده
حيث منذ تلك الوقعة واصبح اهالي بيت محسير يغنون بالحصاد هذه الابيات

يوم يرده يا عذاب يوم يرده يوم الخراب
يوم يرده شالشوها بالقنا لما داسوها
يوم يرده يا عذاب وانتصب سوق الحراب


وبعد هذه الوقعة لم يكن بين سكان اهالي بيت محسير وابو غوش سوى علاقات طيبة يسودها حسن الجوار

غزو العرقوب
بعد ان مضى بضع سنين على الوقعة رأى المزاهرة ان هذه الارض الخصبة قد افلتت من ايديهم فعاوده الطمع وهو واحلافه للسيطرة والاستيلاء عليها ،وفي ذلك الوقت كان امزاهرة من حلفاء قرى منطقة العرقوب اتباع اللحام ، فقد كان عدد قرى هذا الحلف سبع عشرة قرية تقع الى الجنوب الغربي من القدس ، وفي احدى الليالي تقدم حشود من اهالي خلدة وبيت فار والعرقوب الذين كانوا تحت قيادة اللحام والمزاهرة الى منطقة دير محيسن للاستيلاء على اراضيها جمع اهالي بيت محسير ما يستطيعون لصدهم وعندما علم ابو غوش ان اللحام والمزاهرة يريدون مهاجمة دير محيسن جمع حشوده وقدم الى الموقع ، فاجتمع اهل الراي والشورى من المحاسرة تحت سدرة دير محيسن ليتباحثوا بالامر فقد علموا انهم يستطيعون صد هجوم خصمهم بلا مساعدة من القرى المحيطة او من احلافهم حيث تخوفوا من انهم ان اشركوا حشود ابو غوش في الوقعة فلا بد له ان يطالب بنصيب من الارض ، لذا قرروا ان يحسنوا ضيافة او غوش ومن معه وان لا يوصلوهم الى مكان المعركة ، فغضب ابو غوش من هذا الفعل وقال لهم انما اتيت لخوض معركة وغادر هو وحشوده المكان وعادوا واستطاع اهالى بيت محسير صد الهجوم ودحروا حشود العرقوب واللحام والمزاهرة واحتفظوا باراضي بيت محسير