مقال كتبه العضو bedeesh
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما كنت صغيرا وما زلت في الصفوف الاولى من الدراسة
كنت اصحو مبكرا كل يوم مع اول خيوط الفجر ، كان الندى يغطي ساحة البيت ، وكان هناك بعض الاعشاب التي كانت تستحم بقطرات الندى كل صباح ، وكنت امشي حافي القدمين بين تلك الاعشاب وكانت قدماي تبلل من قطرات الندى ايضا
ذات صباح طلبت مني والدتي ان اذهب معها الى خارج البلدة حيث كان زيتوننا في تلك المنطقة ، وكان موسم الزيت والزيتون ويا لها من رحلة كانت لي الاخيرة في تلك المنطقة لاني لا اتذكر ان قمنا برحلة مماثلة .
الان انا في خريف العمر واسكن في شقة في ناطحة سحاب لا اشاهد الزيتون الا في عبوات زجاجية غالية الثمن واستطيع شراؤها ولكني لا اقدر لا ادري لماذا هل يا ترى خوفا من ان يكون طعمها مغايرا لطعم زيتون قريتي ، ام لانه مكتوب على العبوة منتج الارض المقدسة ؟ ام اخاف ان اتذكر ذاك اليوم وتنهمر دموعي
لا ادري لماذا ؟ ايتها الوالدة التي غادرت الدنيا ولم تجبني على ذالك السؤال
ايها الوالد الذي غادر الدنيا وكنت اشاهد تلك الحسرة في عينية وهو يتذكر ويقول ما اشهى زيت بلادي وما اطعم زيتون بلادي